روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

17 - أسباب البلاء ودوافعه

صفحة 152 - الجزء 2

الخطبة الثانية

  

  الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك، مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله على حلمه بعد علمه، والحمد لله على عفوه بعد قدرته، والحمد لله على طول أنآته في غضبه، وهو قادر على ما يريد.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله المنتخب المصطفى للرسالة، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.

  أما بعد: أيها المسلمون: بما أننا وإياكم قد عرفنا الأسباب التي عمنا بها البلاء، فلنأت لتناول الدواء، كي نستأصل ذلك الداء، ولنذهب وإياكم إلى طبيب القلوب وشفائها، ونور الأبصار وضيائها، الحبيب المصطفى ~ وعلى آله لنأخذ منه وصفات طبية، علاجية روحية، لنصلح بها ديننا ودنيانا، فمن تلك العلاجات:

  الأول: - قرآءة القرآن: وهو الدواء الكافي، والعلاج الشافي، فعن أمير المؤمنين علي # قال: «يدفع اللّه عن مستمع القرآن بلوى الدنيا، ويدفع اللّه عن تالي القرآن بلوى الآخرة».

  وعنه #، أنه قال: (من قرأ فاتحة الكتاب، فقال الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، صرف الله عنه سبعين نوعاً من البلى، أهونها الهمّ).

  وعن النبي ÷: «من قرأ آية الكرسي وخواتم البقرة عند الكرب أغاثه الله ø، ومن قرأها إذا أوى إلى فراشه فإنه لا يزال عليه من الله حافظ، ومن قرأها إذا أخذ مضجعه آمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله».

  وعن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جده، عن علي $، قال: قال رسول الله ÷: يا علي: أكثر من قراءة ياسين فإن في قراءة ياسين عشر بركات، ما قرأها قط جائع إلاَّ شبع، ولا قرأها ظمآن قط إلاَّ روي، ولا