روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

28 - حول العلاقات الأخوية

صفحة 233 - الجزء 2

الخطبة الثانية

  

  الحمدُ لله أهلِ الحمدِ وولِيِّه، ومنتهى الحمدِ ومحلِّه، المحمودِ بامتنانِهِ، المتفضلِ بعطائه وإحسانِهِ، نحمدُه على آلائِهِ، وتظاهرِ نعمائِهِ، حمداً يزِنُ عظمَةَ جلالِهِ، ويملأُ قدرَ آلائِهِ وكبريائِهِ.

  وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي خضعَ الخلائقُ لوحدانيَّتِهِ، ودانوا لربوبيته.

  وأشهد أنَّ محمداً ÷ عبدُه ورسولُه، وخيرتُه من خلقه، بَلَّغَ رسالتَه، وجاهدَ في سبيله، وعبده حتى أتاه اليقينُ، صلى الله عليه وعلى آله، وسلم تسليماً كثيراً.

  أما بعد: أيها المؤمنون:

  من أسباب تقوية العلاقات بين الإخوة المسلمين: ما روي عن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «للمسلم على المسلم ست من المعروف: يُسَلِّمُ عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويُشَمِّتُه إذا عطس [أي يقول له يرحمك الله]، ويعوده إذا مرض [أي يزوره]، ويحضر جنازته، ويحب له ما يحب لنفسه».

  ومن ذلك: السعي في قضاء حوائجهم: فعن أبي عبد الله جعفرِ بنِ محمدٍ الصادق، عن آبائه $: أن النبي ÷ قال: «ما من مؤمنٍ أتاه أخوه المؤمن فسأله حاجةً هو يقدر على قضائها فيرده عنها إلا قال الله له يوم القيامة: أتاك عبدي المؤمنُ في دار الدنيا يسألك حاجةً قد مَلَّكْتُكَ قضاءها فرددته عنها، لا قضيتُ لك اليوم حاجةً، مغفوراً كان أو معذباً»، أي سواء كان من المغفور لهم أو من المعذبين.

  ومن ذلك: حماية المؤمن والدفاع عنه، والذبُّ عن عرضه: فقد روي عن النبي ÷ أنه قال: «من حمى مؤمناً عن منافقٍ بعث اللهُ ملكاً يحمي لحمه يوم