روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

16 - بعض صفات النبي صلى الله عليه وآله ومعجزاته

صفحة 146 - الجزء 1

الخطبة الثانية

  

  الحمد لله الذي وسعت كل شيء رحمته، وأبدعت كل خلق حكمته، حمداً دائماً لا انقطاع له.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الواحد الأحد الفرد الصمد.

  وأشهد أن محمداً ÷ عبده ورسوله، الأمين الميمون، أرسله هادياً لخلقه، وداعياً إلى حقه، فأدى الرسالة، وأقام الدلالة، ودعا إلى دار النعيم، وهدى إلى الصراط المستقيم، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الأبرار، وعترته الأطهار.

  أما بعد: أيها المؤمنون: بِعثةُ الله لنبيه ÷، وأمرُهُ له بأن يصدع بالدعوة، وأن يخبر الناس بأنه رسول من عند الله، شرفٌ وفخرٌ كبير، وفضيلة لا توازيها فضيلة، ومرتبة عالية لا تنال إلا باصطفاء واجتباء، فوجود المكذبين بذلك والجاحدين والحاسدين أمر متوقع حصوله بل مؤكد، فلم يكن الله تعالى ليترك مبعوثه ورسوله وسفيره إلى خلقه بدون أدلة وبينات تؤكد صدق دعواه، وأنه صادق في قوله، ولا بد أن تكون تلك الأدلة المؤكدة مما لا يستطيع بل يعجز الناس أن يأتوا بمثلها، وتكون خارقة لما يألفونه ويعتادونه، كي يعلموا أنه لم يفتعلها بنفسه ولا بمعونة غيره ممن هو قادر على تلك الفعلة، أو تكون من فعل أهل السحر أو الشعبذة، بل تكون دليلاً واضحاً أنه لا يقدر عليها وعلى فعلها إلا من أرسل الرسل وأيدهم بالآيات الظاهرة، فالنبي ÷ لما بعث أيده الله بالمعجزات الخارقة، التي لا مجال لإنكارها، وقد قيل بأن معجزاته بلغت ألف معجزة، وعدها بعض العلماء إلى ثلاثة آلاف معجزة، فأكبر معجزة هو القرآن الكريم، وهو المعجزة الخالدة الباقية إلى فناء الدنيا، والكلام حول ما تضمنته من الآيات والمعجزات يكثر ويطول، ونذكر بعضاً من المعجزات: