40 - موعظة في الرجوع إلى الله تعالى
الخطبة الثانية
  
  الحمد لله أحقِّ من خُشِيَ وحُمِدَ، وأفضلِ من اتُّقِيَ وعُبِدَ، وأولى مَنْ عُظِّمَ ومُجِّدَ، نحمده لعظيم عنائه، وجزيل عطائه، وتظاهر نعمائه، وحسن بلائه، ونؤمن بهداه، ونعوذ بالله من ظلم الفتن، ونستغفره من مكاسب الذنوب، ونستعصمه من مساوئ الأعمال، ومكاره الآمال، والهجوم في الأهوال، ومشاركة أهل الريب، والرضا بما يعمل الفجار في الأرض بغير الحق.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي كان في أوليته متقادماً، وفي ديموميته متسيطراً، خضع الخلائق بوحدانيته وربوبيته.
  وأشهد أنّ محمداً ÷ عبدُه ورسوله، وخيرته من خلقه، اختاره بعلمه، واصطفاه لوحيه، وائتمنه على سره، وارتضاه لخلقه، وانتدبه لعظيم أمره، صلى الله وسلم عليه وعلى آله البررة الأتقياء.
  أما بعد: أيها المؤمنون: الثالث: قد يستغل بعضُ الناس الظروف والأوضاع المعيشية التي يعيشها الناس، فيجعل منها مصدراً لجمع الأموال والتجارة والربح، من خلال رفع الأسعار في السلع التي يحتاجها الناس في حوائجهم، أو من خلال الإحتكار لبعض منافعهم الضرورية، وأقواتهم الأساسية، ومتطلباتهم اليومية، فيكون سبباً في حصول أزمة تسبب في رفع الأسعار، وهو بهذه الأفعال الدنيئة إنما يبين قسوته، ويظهر للناس جفوته، وترجيحَه لمصلحته ولو أضرت بالآخرين، فهو عديم الرحمة بأبناء جنسه ووطنه وبلده ومجتمعه، بل وبأبناء دينه، وبالضعفاء والمساكين، فهو يتصيد حاجة الناس ليغلي أسعارهم عليهم.
  قال أمير المؤمنين علي # (كل حكرة تضر بالناس وتغلي السعرَ عليهم فلا خير فيها).