3 - حول شخصية الإمام الحسين #
الخطبة الثانية
  
  الحمد لله وكفى، ولي الحمد وأهله.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا عديل، ولا خلف لقوله ولا تبديل.
  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
  أما بعد: أيها المؤمنون:
  نريد أن نأخذ من حياة الإمام الحسين # دروساً تضيء لنا درب الحياة، ونتعلم منها ما ينفعنا في شتى المجالات، فهو # قدوة وأسوة حسنة في معالم الخير وسبل الهدى والتقوى، فلا بد أن نأخذ من الإمام الحسين كلَّ شيء لا بعض الأشياء التي توافق هوانا، ونترك البقية من مكارم الأخلاق، وعظائم الصفات، فشمائل الإمام الحسين وصفاته كريمة، ومميزاته الخُلُقية عظيمة، كيف لا وقد ربته كف محمد المصطفى، ونشأ في بيت النبوة والوصاية، واكتنفه حجر فاطمة الزهراء، ورضع من ثدي الإيمان، وتعلم من الأخلاق النبوية والشمائل العلوية، فبلغ في العبادة والزهادة والورع والشجاعة والجود والكرم والسخاء والعفة والإحسان في منتهى الغايات:
  فقد كان الإمام الحسينُ طويلَ الركوع والسجود، زاهداً في الدنيا زهدَ الراحلِ عنها، ناظراً إليها بعين المستوحشين عنها.
  وقيل للحسين #: ما أعظم خوفك من ربك؟ قال: لا يأمن يوم القيامة إلاّ من خاف الله في الدنيا.
  وروي أنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وسئل علي بن الحسين زين العابدين فقيل له: ما كان أقل ولد أبيك؟ قال: العجب كيف وُلِدتُ له، كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة فمتى كان يتفرّغ للنساء، فقد كان # فاضلاً ديّناً كثير الصيام والصلاة والحج.