روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

8 - حول صلاة الجماعة وفضلها

صفحة 71 - الجزء 2

٨ - حول صلاة الجماعة وفضلها

الخطبة الأولى

  

  الحمدلله الذي هدانا لدينه القويم، وأبان لنا الحق المستقيم، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيي عن بينة وإن الله لسميع عليم، نحمده على نعمه الواسعةِ المدد، الكثيرةِ العدد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه دائماً أبد الأبد.

  وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.

  وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه المصطفى المُمَجَّد، بَلَّغَ رسالة ربه إلى كل أحد، وجاهد في سبيل الله مَن كفر وجحد، صلى الله عليه وعلى آله الركع السجد.

  أما بعد: أيها المؤمنون:

  فإننا نعيش في هذا الزمان في حالة سيئة مليئة بالبعد عن الله تعالى، والتهاون بدينه، والإبتعاد عن تعاليمه، فنحن نحاول النظر إلى الأشياء البعيدة، ونريد الإهتمام بأمور كبيرة، مع التقصير الكبير، والتهاون الشديد بالأمور الأساسية، التي تبتني عليها القضايا الكبرى، هذا من ناحية.

  ومن ناحية أخرى نعدُّ الكلام في تلك القضايا الهامة التي أصبحنا نقصر فيها ونتهاون بها، من الكلام الذي ليس يواكب العصر، بل نتصامم ونتعامى عندما نسمع الموعظة أو الخطبة حول شيء من تلك الأسس الإسلامية، ونسخر ونستهزأ ونستهين بمن يعظ في ذلك المجال، مع العلم أننا في أمس الحاجة الضرورية إلى معرفة تلك القضايا والأسس.

  فإن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، بدأ غريباً في تعاليمه وتشريعاته وآدابه، وهاهو اليوم أصبح غريباً في تلك التعاليم والتشريعات، فقد كان المشركون والكفار واليهود