25 - في الاستخارة وفضلها
٢٥ - في الاستخارة وفضلها
الخطبة الأولى
  
  اللهم بذكرك أستفتح مقالي، وبشكرك أستنجح سؤالي، وعليك أتوكل في كل أحوالي، وإياك آمل فلا تخيب آمالي، اللهم بذكرك أستعيذ وأعتصم، وبركنك ألوذ وأتحزم، وبقوتك أستجير وأستنصر، وبنورك أهتدي وأستبصر، وإياك أستعين وأعبد، وإليك أقصد وأعمد، وبك أخاصم وأجادل، ومنك أطلب ما أحاول، فأعني يا خير المعينين، وقني المكاره كلها يا رجاء المؤمنين.
  الحمد لله المذكور بكل لسان، المشكور على كل إحسان، المعبود في كل مكان، مدبر الأمور، ومقدر الدهور، والعالم بما تُجِنُّه البحور، وتُكِنُّه الصدور، ويخفيه الظلام ويبديه النور، الذي حار في علمه العلماء، وسَلَّمَ لحكمه الحكماء، وتواضع لعزته العظماء، وفاق بسعة فضله الكرماء، وساد بعظيم حلمه الحلماء.
  اللهم إني أشهد بسريرةٍ زكيةٍ، وبصيرةٍ من الشك بريَّةٍ، شهادةً أعتقدها بإخلاص وإيقان، وأعدُّها طمعاً في الخلاص والأمان، أُسِرُّها تصديقاً بربوبيتك، وأظهرها تحقيقاً لوحدانيتك، لا أَصُدُّ عن سبيلها، ولا أَلحدُ في تأويلها، أنك أنت الله ربي لا أشرك بك أحداً، ولا أجد من دونك ملتحداً، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الواحد الذي لا يدخل في عَدَد، والفردُ الذي لا يقاس بأحد، علا عن المشاكلة والمناسبة، وخلا من الأولاد والصاحبة.
  وأشهد أن محمداً نبيُّه المرسلُ، ووليُّه المفَضَّلُ، وشهيدُه المعَدَّلُ، المؤيد بالنور المضي، والمسدَّدُ بالأمر المرضي، بعثه بالأوامر الشافية، والزواجر الناهية، والدلائل الهادية، التي أوضح برهانها، وشرح بيانها، ÷ صلاة دائمة ممهدة، لا تنقضي لها مدة، ولا تنحصر لها عدة.