18 - حول فاطمة الزهراء &
الخطبة الثانية
  
  الحمد لله الذي أمدنا بالنعم السوابغ، واحتج علينا بالحجج البوالغ، وأكرمنا بالآيات والبينات والبراهين القاطعة، وعرفنا بأهل البيت شموس الدنيا الساطعة، ونجوم الحق الطالعة، حمداً دائماً.
  والصلاة والسلام الأكملان الأتمان على سيد البشر، وقامع كل من عاند وأشرك وكفر، محمد المختار المصطفى وعلى آله الغرر، مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، وأطواد التقى.
  أما بعد: أيها المؤمنون:
  عاشت فاطمة الزهراء & تلحظها العناية الربانية، وتتشرف بالفضائل النبوية، وأبوها رسول الله ÷ يبين فضلها للناس، ويبين مكانتها عند الله تعالى، فإنها كانت شريكة أهل البيت في الآيات النازلة فيهم، والأخبار المقولة على لسان أبيها في الوصية بهم ووجوب محبتهم واتباعهم، وحرمة معاداتهم، بل وورد فيها من الفضائل الخاصة بها الشيء الكثير، كما روي عن النبي ÷ أنه قال (سيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ فاطِمَة).
  وقال رسول اللّه ÷: «أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ: عَليٌّ وَفاطِمَة».
  وقال رسول اللّه ÷: «فاطِمَة خُلِقَتْ حورِيَّةٌ فِيْ صورة إنسيّة».
  وقال رسول اللّه ÷: «فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي وَهِيَ قَلْبِيْ وَهِيَ روُحِي التي بَيْنَ جَنْبِيّ»، وقال رسول اللّه ÷: «فاطِمَة سيِّدَةُ نِساءِ أُمَّتِي».
  وقال رسول اللّه ÷: «فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يُؤلِمُها ما يُؤْلِمُنِي وَيَسَرُّنِي ما يَسُرُّها».
  وقال رسول اللّه ÷: «فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنّي مَنْ آْذاهَا فَقَدْ آذانِي».
  وقال رسول اللّه ÷: «فاطِمَة بَهْجَةُ قَلْبِي وَابْناها ثَمْرَةُ فُؤادِي».