روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

16 - بعض صفات النبي صلى الله عليه وآله ومعجزاته

صفحة 141 - الجزء 1

١٦ - بعض صفات النبي صلى الله عليه وآله ومعجزاته

الخطبة الأولى

  

  الحمد لله العلي العظيم، الرؤوف الرحيم، الجواد الكريم، الذي أنشأنا بحكمته، وغذانا بنعمته، وأولانا جزيل الإحسان، وهدانا سبيل الإيمان، وعودنا جميل الإمتنان، فأقررنا بإلاهيته، واعترفنا بوحدانيته، وأيقنا بحشره وحسابه، وآمنا برسوله وكتابه.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مدبر الأمور ومصرف المقدور.

  وأشهد أنّ محمداً ÷ عبده ورسوله أرسله بالهدى واليقين، ومَنَّ به على كافة المؤمنين، فنصح الأمة، وكشف الغمة، صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

  أما بعد: أيها المؤمنون: قد اتصف النبي ÷ بصفات بهرت الناس جميعاً، وحيرت أهل الشمائل الحسنة، وخلفت كل صاحب فضيلة خلفها، كيف لا وخلقه القرآن، وقد أثنى عليه الله في القرآن بقوله {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}⁣[القلم] فكفى بشهادة الله لنبيه، فماذا عسى أن يقول قائل أو يتكلم متكلم، ولكن لقوله تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}⁣[الأحزاب: ٢١]، نذكر بعض صفات وشمائل النبي ÷، لعلنا أن نتعلم منه، ونتأدب بآدابه، ونتأسى به.

  أما بالنسبة لصفته ÷ الخَلْقِية الجبلية التي خلقه الله عليه: فهي كما وصفه أمير المؤمنين علي # قال: «كان رسول الله ÷ أبيض اللون، مُشرباً بحمرة، أدعج العينين، سبط الشعر، دقيق العِرْنِين، أسهل الخدين، دقيق المسرُبة، كث اللحية، كان شعره مع شحمة أذنه إذا طال، كأنما عنقه إبريق فضة، له شعر من لبته إلى سرته، يجري كالقضيب، لم يكن في صدره ولا في بطنه شعر غيره، إلا نبذات في صدره، شثن الكف والقدم، إذا