روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

13 - خطبة حول المولد النبوي وواجبنا نحوه

صفحة 121 - الجزء 1

الخطبة الثانية

  

  الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه، ونستهدي الله الهدى، ونعوذ بالله من الضلالة والردى، من يهدي الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.

  أما بعد: أيا المؤمنون:

  شهر ربيع الأول جمع أحداثاً ومناسبات وذكريات تتعلق بنبينا محمد ÷، فلم يكن خاصاً بمولده الشريف - وإن كان المولد النبوي هو بوابة تلك الأحداث وعليه تَرَتَّبَتْ -، بل قد وقع فيه غيره من الأحداث، فمن ذكريات مناسباته مولدُه وبعثتُه وهجرتُه، ومن ذكريات أحداثه وفاتُه ~ وآله، فقد جمعت في يوم واحد وشهر واحد وإن اختلفت الأعوام، فهذه الذكرى من حق كل مسلم أن يعطيها حقها، ويقوم بواجبه تجاهها.

  لحيث وأعداء الإسلام يحرصون كل الحرص على إطفاء أنوارها، فتارة يقولون ببدعية الإحتفال بالمولد النبوي، وأخرى يحدثون ويفتعلون ما يعيق الناس عن التذكير بها بشتى الأساليب، وأنواع المعوقات.

  ولكن لرسول الله ÷ حق واجب مطوق بعنق كل مسلم، فلابد أن يستهون المسلم في سبيل أداء بعض ذلك الحق كل صعب، ويستلين كل قاس، فرسول الله ÷ لولاه ما اهتدينا، ولا عرفنا الله ولا صلينا، ولا صمنا ولا تصدقنا ولا زكينا، ولكن في عشوات الجهل عامهين، وفي غشاوات الظلم متخبطين، فبه استنقذنا الله من الضلالة، وأخرجنا من حيرة الجهالة.