39 - حول عذاب القبر
الخطبة الثانية
  
  الحمد لله الذي تفرد بالبقاء، وقهر عباده بالموت والفناء، حمداً لا غاية له ولا انتهاء.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.
  أيها المؤمنون: الأحاديث الواردة في نعيم القبر وعذابه كثيرة جداً، وبالغة حد التواتر، ولا مجال لإنكارها أو تكذيبها، ونذكر منها ما يلي:
  روى الإمام الموفق بالله # الحسين بن إسماعيل الجرجاني # في كتابه سلوة العارفين بسنده إلى علي # أنه قال: (ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ١}[التكاثر]).
  عن أنس عن النبي ÷ «لولا أن تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم عذاب القبر».
  وعن عبد الله بن مسعود عن النبي ÷ «إن الموتى يعذبون في قبورهم حتى إن البهائم تسمع أصواتهم».
  وعن الإمام المهدي محمد بن عبدالله بن الحسن النفس الزكية عن آبائه $ أن النبي ÷ قال «لو لا أن تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني».
  وعن عائشة عن النبي ÷ «عذاب القبر حق».
  وعن عثمان عن النبي ÷ «إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجى منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشر منه، وإلله ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه».