12 - دخول الإمام الهادي # إلى اليمن
الخطبة الثانية
  
  الحمد لله وكفى، ولي الحمد وأهله، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، لا غاية له ولا انتهاء.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء، والقائم بلا عناء، والدائم بلا فناء.
  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد المرسلين والأنبياء، ~ وعلى آله الأصفياء الأتقياء.
  أما بعد: أيها المؤمنون:
  لم يكن الإمام الهادي إلى الحق # حين خرج إلى اليمن طامعاً في ملكٍ أو رئاسة أو مال، وإنما خرج حين استدعاه أهل اليمن ليكشف عنهم ما حل بهم من الفتن، وليكون عوناً لهم على رفع الظلم عنهم، ودفع الفساد المحيط بهم.
  كما قال #: والله الذي لا إله إلا هو، وحقِّ محمدٍ ما طلبت هذا الأمر، وما خرجت اختياراً، ولا خرجتُ إلا اضطراراً لقيام الحجة عليَّ، ولوددت أنه كان لي سعةٌ في الجلوس، وكيف لي بأن يسعني الجلوس عن هذا الأمر الذي أنا مزموم فيه بزمام.
  وقال في كلام آخر: والله والله لو علمت أحداً في هذا العصر أقومَ بهذا الأمر مني، أو عرفته من أهل البيت يقوم بأفضل مما أقوم به لاتبعته جداً حيث كان، وأقاتل بين يديه، ولكني لا أعلمه.
  الإمام الهادي # كان همُّه الأول والأخير هو إصلاحَ الأمة، ونشرَ الفضيلة، ودفعَ الرذيلة، وتطبيقَ أحكام الكتاب والسنة، وإقامةَ الحدود، والأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر.