18 - مكفرات الذنوب
١٨ - مكفرات الذنوب
الخطبة الأولى
  
  الحمد لله المذكور بكل لسان، المشكور على كل إحسان، المعبود في كل مكان، ذي المنن التي لا يحصيها العادون، والنعم التي لا يجازيها المجتهدون، والصنائع التي لا يستطيع دفعها الجاحدون، والدلائل التي يستبصر بنورها الموجودون، أحمده جاهراً بحمده، شاكراً لرفده، حمد موفقٍ لرشده، واثِقٍ بوعده، له الشكرُ الدائمُ، والأمرُ اللازم.
  اللهم إني أُشهدك وأنت أقرب الشاهدين، وأشهد ملائكتك المقربين، وعبادك الصالحين، من الجِنَّةِ والناس أجمعين، أني أَشهد بسريرةٍ زكيةٍ، وبصيرةٍ من الشك بريَّةٍ، أنك أنت اللهُ ربي لا أشرك بك أحداً، ولا أجد من دونك ملتحداً، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الواحد الذي لا يدخل في عَدَد، والفردُ الذي لا يقاس بأحد، علا عن المشاكلة والمناسبة، وخلا من الأولاد والصاحبة، شهادةً أعتقدها بإخلاص وإيقان، وأعدُّها طمعاً في الخلاص والأمان، أُسِرُّها تصديقاً بربوبيتك، وأظهرها تحقيقاً لوحدانيتك، لا أَصُدُّ عن سبيلها، ولا أَلحدُ في تأويلها.
  وأشهد أن محمداً نبيُّه المرسلُ، ووليُّه المفَضَّلُ، وشهيدُه المعَدَّلُ، المؤيد بالنور المضي، والمسدَّدُ بالأمر المرضي، بعثه بالأوامر الشافية، والزواجر الناهية، والدلائل الهادية، التي أوضح برهانَها، وشرح بيانَها، في كتاب مهيمن على كل كتاب، جامع لكل رشد وصواب، فيه نبأ القرون، وتفصيل الشؤون، وفرض الصلاة والصيام، والفرق بين الحلال والحرام، فدعى إلى خير سبيل، وشفى من هيام الغليل، حتى علا الحقُّ وظهر، وزهق الباطلُ وانحسر، ÷ صلاة دائمة ممهدة، لا تنقضي لها مدة، ولا تنحصر لها عدة.
  أما بعد: أيها المؤمنون: يقول الله تعالى {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}[فاطر: ٤٥]، ويقول تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى