27 - كيف نقضي شهر رمضان (مختصرة)
الخطبة الثانية
  
  الحمد لله المنعم المحسن المجمل المفضل ذي الجلال والإكرام، ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة، وقاضي كل حاجة.
  وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن.
  وأشهد أن محمداً عبده المصطفى، ورسوله المرتضى، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الأخيار المتقين.
  أما بعد: أيها المؤمنون: نكمل ما تبقى في كيفية استغلال شهر رمضان، وعدم تضييع أيامه ولياليه، فإن الهدية من حقها أن ترعى وتحفظ:
  من رحمة الله بنا وتعطفه علينا، وتودده إلينا، جعل أجر النافلة في شهر رمضان كأجر فريضة في غيره، فلنحرص على التزود من النوافل والإكثار منها، لا سيما النوافل المأثورة وهي كما يلي:
  الأول: مكملات الخمسين صلاة: وهي كما رواها الإمام الأعظم زيد بن علي قال: كان أبي علي بن الحسين @ لا يفرط في صلاة الخمسين ركعة في يوم وليلة، ولقد كان ربما صلى في اليوم والليلة ألف ركعة، قلت: وكيف صلاة الخمسين ركعة؟ قال #: (سبعة عشر ركعة الفرائض، وثمان قبل الظهر، وأربع بعدها، وأربع قبل العصر، وأربع بعد المغرب، وثمان صلاة السحر، وثلاث الوتر وركعتا الفجر) قال الإمام زيد #: وكان علي بن الحسين @ يعلمها أولاده.
  الثاني: صلاة التسبيح: وهي أربع ركعات موصولة، لا يسلم إلا في آخرهن، وإن شاء أن يصلي كل اثنتين بتسليمتين فعل، وجائز أن يصليها بالليل والنهار ما لم يكن وقت نُهي عن الصلاة فيه، وقد ورد في فضلها شيء كثير، وأجر كبير، فقد روي عن النبي ÷ أنه قال لعمه العباس ولجعفر بن أبي طالب