روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

7 - حول انتساب الزيدية إلى الإمام زيد

صفحة 63 - الجزء 1

٧ - حول انتساب الزيدية إلى الإمام زيد

الخطبة الأولى

  

  الحمد لله رب العالمين، الذي أكرمنا بأهل بيت النبوة، وجعلهم أدلة على الحق وقدوة، ورفع بهم منار الدين وأعلاه، وأشاد بهم بنيان الهدى وقواه، وأزال بهم ظلمات الجهل وعشاوته، ومحى بهم ضلالات الباطل وغشاوته، وقمع بهم أهل الزيغ والكفر والنفاق، وزلزل بهم عروش أهل الكبرياء والشقاق.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا عديل، ولا خلف لقوله ولا تبديل.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين المأمون، بلغ الرسالة كما أمره الملك الجليل، وأدى الأمانة بكل ما يمكنه من التبليغ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.

  أما بعد: أيها المؤمنون: نريد أن نتكلم في هذه الخطبة عن موضوع هام للغاية، وهو الكلام عن الزيدية ومبادئها، فلا ينبغي لأبناء الزيدية ورجالها، أن يجهلوا أمر مذهبهم، لا سيما في هذا العصر، الذي هو عصر (غربلة الأفكار)، وزمان (تقلبات العقائد)، ووقت (انتشار الفرق)، ودهر (مضلات الفتن)، والناس في هذه الأزمنة يعيشون في ظل ظروف تخضع (للأمور المادية)، وفي طقوس صالحة (لتغيير المبادئ)، فلا بد أن يعرف الإنسان عقائدَه ومبادءه، حتى لا يقع في الضلالات، وحتى لا يستزله أهل الأهواء بأقوالهم، ويخدعوه ويغروه بأن ما زيفوه عليه هو قول أهل مذهبه، بل لا بد أن يكون على معرفة تامة حتى يميز بين الحق والباطل، وحتى يأمن من الضلالات أن تصل إليه.

  لقد رسم الإمام زيد # طريقاً واضحاً، ومنهجاً مستقيماً، أحيا به ما أماته الظالمون من شرائع الدين، وأشاد به ما هدمه أهل الضلال من أركان اليقين، وجمع به ما فرقه المبطلون من أحوال المسلمين، ففتح للأمة أبواب الجهاد التي كان قد أوصدها الظالمون برهة من الزمان، وأعاد روح الحق والعدل إلى جسد الإسلام الذي كان قد فارقه، وصحح مفاهيم كانت مغلوطة، وخطّأ أعمالاً قد كانت