18 - حول فاطمة الزهراء &
١٨ - حول فاطمة الزهراء &
الخطبة الأولى
  
  الحمد لله رب العالمين، الذي أكرمنا بأهل بيت النبوة، وجعلهم أدلة على الحق وقدوة، ورفع بهم منار الدين وأعلاه، وأشاد بهم بنيان الهدى وقواه، وأزال بهم ظلمات الجهل وعشاوته، ومحى بهم ضلالات الباطل وغشاوته، وقمع بهم أهل الزيغ والكفر والنفاق، وزلزل بهم عروش أهل الكبرياء والشقاق.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا عديل، ولا خلف لقوله ولا تبديل.
  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين المأمون، بلغ الرسالة كما أمره الملك الجليل، وأدى الأمانة بكل ما يمكنه من التبليغ، صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
  أما بعد أيها المؤمنون: الشخصياتُ الإسلامية لها موقعُها الكبير في قلوب المسلمين، والتأثرُ بها وبجوانبها الأخلاقية له دورُه في سلوك المؤمنين، سواءٌ كان صاحبُ الشخصية ذكراً أو أنثى، رجلاً أو امرأة، فقد خَلَّدَ القرآنُ شخصياتٍ عظيمةً لها دورُها، بعضُها من الرجال وبعضُها من النساء، وبما أننا في شهر جماد الآخرة، الذي كان فيه ولادة ووفاة شخصية من أهل البيت النبوي الطاهر، تلك الشخصية هي فاطمة البتول، بضعة الرسول، سيدة النساء، وخامسة أهل الكساء، فاطمة الزهراء &.
  فقد كان تاريخ ولادة الزهراء & في يوم الجمعة العشرين من جمادى الآخرة، في مكة المكرمة، بعد بعثة النبي ÷ وبعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاثة أعوام.