12 - دخول الإمام الهادي # إلى اليمن
١٢ - دخول الإمام الهادي # إلى اليمن
الخطبة الأولى
  
  الحمد لله رب العالمين، الذي أكرمنا بأهل بيت النبوة، وجعلهم أدلة على الحق وقدوة، ورفع بهم منار الدين وأعلاه، وأشاد بهم بنيان الهدى وقواه، وأزال بهم ظلماتِ الجهل وعشاوتَه، ومحى بهم ضلالاتِ الباطلِ وغشاوتَه، وقمع بهم أهل الزيغ والكفر والنفاق، وزلزل بهم عروش أهل الكبرياء والشقاق.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا عديل، ولا خلف لقوله ولا تبديل.
  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين المأمون، بلغ الرسالة كما أمره الملك الجليل، وأدى الأمانة بكل ما يمكنه من التبليغ، صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
  أما بعد: أيها المؤمنون:
  فإن الله تعالى قد أنعم علينا بنعم كثيرة، وامتن علينا بمنن جسيمة، لا تعد ولا تحصى، ومن أعظم النعم نعمةُ الدين، ونعمة الإسلام، ونعمةُ الحق واتباعُه، فهي أجلُّ النعم، وأكبرُ المنن، والله تعالى يُذَكِّرُ عباده بنعمه عليهم، في آيات كثيرة، كما قال تعالى {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ}[البقرة: ٢٣١]، وكما يقول تعالى {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ١٠٣}[آل عمران]، وقد ذَكَّرَ اللهُ مَن قَبْلَنا بنعمه عليهم، فقال تعالى {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ٥}[إبراهيم]، فتَذَكُّرُ أيامِ الله، وجلائلِ نعمه تبعث على الشكر، وتحث على استمرار الحمدلله تعالى على نعمه.