روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

14 - حول مولد النبي صلى الله عليه وآله

صفحة 125 - الجزء 1

١٤ - حول مولد النبي صلى الله عليه وآله

الخطبة الأولى

  

  الحمد لله رب العالمين، الذي أكرمنا بنبيه المصطفى الأمين، إمام الأنبياء وسيد المرسلين، وجعلنا به مؤمنين، ولدينه متبعين، وبشريعته عاملين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة صادرة عن محض اليقين، هاشمة لأنوف المعتدين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالبيان المضيء، والبرهان القوي، إلى أمة ضالة ينتهكون سبيل الهدى، ويعبدون اللات والعزى، فنصح الخلق، وأوضح الحق، وأدى الرسالة، وأبدى الدلالة، وجاهد حتى عز الإيمان، وذلت الأوثان، وقام الدليل، واستقام السبيل، وصلى الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين.

  أما بعد: أيها المؤمنون:

  في شهر ربيع الأول تُطِلُّ علينا مناسبة عظيمة، هي ذكرى مولد النبي الحبيب محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، الذي ولد بمولده النور والهدى، والدين والتقى، والعز والحق، والعدالة والصدق، المولد الذي تغيرت فيه مجريات الكون، لتؤذن بتغييرات عامة في أمور كثيرة من أحوال الناس في أديانهم ودياناتهم، وسلوكياتهم وأخلاقياتهم، فها نحن نعيش في أيام تلك الأحداث العظيمة.

  شهر ربيع الأول جمع أحداثاً ومناسبات وذكريات تتعلق بنبينا محمد ÷، فلم يكن خاصاً بمولده الشريف - وإن كان المولد النبوي هو بوابة تلك الأحداث وعليه تَرَتَّبَتْ -، بل قد وقع فيه غيره من الأحداث، فمن ذكريات مناسباته مولدُه وبعثتُه وهجرتُه، ومن ذكريات أحداثه وفاتُه ~ وآله، فقد جمعت في يوم واحد وشهر واحد وإن اختلفت الأعوام، فهذه الذكرى من حق كل مسلم أن يعطيها حقها، ويقوم بواجبه تجاهها.