13 - حول فضل أهل البيت $ ووجوب اتباعهم
١٣ - حول فضل أهل البيت $ ووجوب اتباعهم
الخطبة الأولى
  بسم الله الرحم الرحيم
  الحمد لله رب العالمين، الذي جعل التفضيل سنته الجارية بين خلقه أجمعين، من الأولين والآخرين، مِنَّةً منه تعالى للمفَضَّلين، وابتلاء منه ﷻ للمفضولين، ليثيب المفضلين إن شكروا، ويعاقبهم إن تجبروا، ويثيب المفضولين إن صبروا، ويعاقبهم إن جحدوا وكفروا، الذي عم الأحياء بنعمتِه، واختص ما شاء برحمتِه، فالكل من بريته كامن في ظل إحسانه، وراتع في روض إنعامه وامتنانه، فالشكر واجب على الجميع، والناس بين عاص ومطيع.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً مقرونة بالإخلاص، مؤدية إلى النجاة والخلاص.
  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اختصه بالنبوة من بين جميع الأعارب، وأوجب تصديقه وطاعته على أهل المشارق والمغارب، والأباعد من خلقه والأقارب، فصدع بالرسالة، وأدى ما حمل من الأمانة، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الهداة الميامين، المطهرين من الأرجاس، المفضلين على كافة الناس، وجزاه الله عنا وعنهم أفضل ما جزى نبياً عن عترته، ورسولاً عن أمته.
  أما بعد: أيها المؤمنون: الإبتلاء والإختبار سنة من سنن الله تعالى الجارية بين عباده، يبتلي بها اللهُ عبادَه ليتبين الصادق في إيمانه من الكاذب، وليتميز المؤمن الذي يسلم لأحكام الله وأوامره ممن يعترض على أحكام الله ويتبع أهواءه وشهواته، كما قال تعالى {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}[آل عمران: ١٧٩]، وكما