روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

8 - حول مولد الإمام زيد ونشأته

صفحة 70 - الجزء 1

٨ - حول مولد الإمام زيد ونشأته

الخطبة الأولى

  

  الحمد لله رب العالمين، الذي أكرمنا بأهل بيت النبوة، وجعلهم أدلة على الحق وقدوة، ورفع بهم منار الدين وأعلاه، وأشاد بهم بنيان الهدى وقواه، وأزال بهم ظلمات الجهل وعشاوته، ومحى بهم ضلالات الباطل وغشاوته، وقمع بهم أهل الزيغ والكفر والنفاق، وزلزل بهم عروش أهل الكبرياء والشقاق.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا عديل، ولا خلف لقوله ولا تبديل.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين المأمون، بلغ الرسالة كما أمره الملك الجليل، وأدى الأمانة بكل ما يمكنه من التبليغ، صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

  أما بعد أيها المؤمنون: الإمام زيد # شخصية عظيمة من ألمع وأروع الشخصيات الإسلامية، التي عرفها التاريخ، كيف لا يكون كذلك وهو غصن شجرة أصلها النبي المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسين سيد الشهداء وعلي زين العابدين والأتقياء.

  فهو الإمام الشهيد السعيد، الغاضب لله في الأرض، والقائم بأحكام السنة والفرض، فاتح أبواب الجهاد والإجتهاد، المنزه عن كل شين، أبو الحسين، الولي بن الولي زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $.

  وأمه: أم ولد اسمها جَيدا اشتراها المختار الثقفي بثلاثين ألف درهم ثم أهداها إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين، فأنجبت له زيداً.

  ولد # في المدينة المنورة سنة (٧٥) هـ، كان علي بن الحسين إذا صلى الفجر لم يلتفت إلى أصحابه، ويسبح تسبيحاً مواضباً عليه، ويركع ركعات، ثم