8 - حول مولد الإمام زيد ونشأته
الخطبة الثانية
  
  الحمد لله الذي أمدنا بالنعم السوابغ، واحتج علينا بالحجج البوالغ، وأكرمنا بالآيات القاطعة، وعرفنا بأهل البيت شموس الدنيا الساطعة، ونجوم الحق الطالعة، حمداً دائماً.
  والصلاة والسلام الأكملان الأتمان على سيد البشر، وقامع كل من عاند وأشرك وكفر، محمد المختار المصطفى وعلى آله الغرر، مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، وأطواد التقى.
  أما بعد: أيها المؤمنون: يقول الله تعالى {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ٩٥ دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ٩٦}[النساء]، ويقول تعالى {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ١٦٩}[آل عمران]، فالإمام زيد فاز بدرجة الشهادة، ونال من الله الحسنى وزيادة، وقد ورد فيه أخبار كثيرة نبوية وعلوية تبشر به، وتبين فضله، وتتحدث عن بعض ما يناله، فلنأخذ بعضاً منها:
  عن حذيفة أن النبي ÷ نظر يوماً إلى زيد بن حارثة، فبكى وقال: (المظلوم من أهل بيتي سمي هذا، والمقتول في الله والمصلوب من أمتي سمي هذا) وأشار إلى زيد بن حارثة، ثم قال: (أدن مني يا زيد زادك الله، حباً عندي فإنك سمي الحبيب من ولدي زيد).
  وعنه ÷ أنه قال: (الشهيد من ذريتي القائم بالحق من ولدي المصلوب بكناسة كوفان، إمام المجاهدين، وقائد الغر المحجلين، يأتي يوم القيامة وأصحابه تتلقاهم الملائكة المقربون، ينادونهم ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون).
  وعنه ÷ (يُقْتَلُ رجلٌ من أهل بيتي فيصلب لا ترى الجنة عين رأت عورته).
  وعنه ÷ أنه قال: (يُقْتَلُ رجل من ولدي يدعى زيد بموضع يعرف بالكناسة يدعو إلى الحق، يتبعه عليه كل مؤمن).