1 - حول الحكمة من بعض التشريعات والعبادات
الخطبة الثانية
  
  الحمد لله وكفى، ولي الحمد وأهله، نحمده ونستعينه ونستهديه الهدى، ونعوذ بالله من الضلالة والردى.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء، والقائم بلا عناء، والدائم بلا فناء.
  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد المرسلين والأنبياء، ~ وعلى آله الأصفياء.
  أما بعد: أيها المؤمنون: إن الله يعطي الصحة والمال، والذكاء والجمال للكثيرين من خلقه، ولكنه لا يعطي السكينة والطمأنينة والرضا إلا لأصفيائه المؤمنين.
  في قلب الإنسان وحشة لا يؤنسها ولا يزيلها إلا الأنس بالله ø، ماذا يفعل المال؟ وماذا يفعل الجاه؟ وماذا تفعل القوة؟ وماذا تفعل كثرة الأهل والولد؟ إن لم يأنس قلبك بذكر الله.
  في قلب الإنسان شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، كل إنسان يشعر بالضياع ما لم يقبل على الله ø، لو أن الدنيا بين يديك أيها الإنسان، لو بلغت أعلى درجات القوة، فإنك تشعر بالشعث بالضياع بالتفرق، ما لم يقبل على الله ø.
  في قلب الإنسان حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفة الله، وفي قلب الإنسان قلق لا يسكنه إلا الاجتماع على طاعة الله والفرار إليه.
  أليس القلق والتوتر من أمراض العصر الخطيرة؟ إذا أعرض الإنسان عن ربه عوقب بالقلق، عوقب بأن يتوقع حصول المجهول، ابتلي بتوقع الخطر، فيعيش في خوف وفي قلق متزايد، فأنت من خوف الفقر في فقر، أنت من خوف المرض في مرض، القلق يأكل القلوب، الخوف من المستقبل، الخوف من المجهول، الخوف من الخطر، وكل هذا