10 - حول الإعراض عن الله تعالى ودينه
١٠ - حول الإعراض عن الله تعالى ودينه
الخطبة الأولى
  
  الحمدلله الذي هدانا لدينه القويم، وأبان لنا الحق المستقيم، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيي عن بينة وإن الله لسميع عليم، نحمده على نعمه الواسعةِ المدد، الكثيرةِ العدد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه دائماً أبد الأبد.
  وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
  وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه المصطفى المُمَجَّد، بَلَّغَ رسالة ربه إلى كل أحد، وجاهد في سبيل الله مَن كفر وجحد، صلى الله عليه وعلى آله الركع السجد.
  أما بعد: أيها المؤمنون: نريدُ أن نتحدثَ معكم في هذه الجمعةِ المباركةِ عن موضوعٍ من أهمِّ المواضيعِ التي نُعاني منها في هذا الزمان، ونحتاج إلى معرفته كي نحذر منه، ونجتنب أسبابه ودواعيه، لأن هذا الموضوع يتحدث عن مرض مزمن في القلوب، وقد فشى في الناس عموماً، فلا يكاد يسلم منه إلا من عصمه الله، وهذا المرض هو السبب الداعي إلى كثير من الأمراض والعلل، سواء كانت من الأمراض التي تتعلق بالقلب أو باللسان أو بالأعضاء الأخرى، هذا الداء العضال، هو الإعراض عن الله تعالى، فقد يكون الإنسانُ مصاباً بهذا الداء الخطير وهو لا يشعر، أو يظن أنه ناج منه، ولكن هو في الحقيقة مصابٌ به إصابةً شديدة، وإنما يسول له الشيطان، ويمنيه الهوى أنه بعيدٌ عنه، وهو مرتطم فيه جداً.
  فالإعراضُ عن الله تعالى أصلُ كلِّ بلاء، وأساسُ كل شقاء، فالضلالُ يَمُرُّ من خلاله، والغوايةُ تأتي عبر طريقه، فالإعراضُ عادةُ الكافرين والفاسقين، وخُلُقٌ من أخلاق المنافقين.
  الإعراضُ عن الله إذا عشعش في القلب وخيّمَ، أفسد على العبد دنياه، وأوبقه في آخرته.