روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

6 - في الصلاة التامة

صفحة 56 - الجزء 2

الخطبة الثانية

  

  الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا مِنَ الضَّلَالِ، وبَصَّرَنا مِنَ العَمَى، الحَمْدُ للهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِهِ تَفْضِيلَاً، الحَمْدُ للهِ نَعْبُدُهُ وَنَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِي اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين.

  أما بعد: أيها المؤمنون، نكمل معكم بيان الصلاة التامة:

  فإذا أسبغ العبد وضوءه وأراد الصلاة، فلا بد أن يستحضر نية الصلاة التي يصليها إما فريضة أو نافلة، ولا يشترط التلفظ بها بل يكفي إحضارها في القلب.

  فالصلاة التامة هي التي يقوم المصلي بفروضها وواجباتها على أتم وجه وأكمل عمل، وأحسن إتقان، ونبين الآن كيفية تلك الأركان والفروض:

  الأول: - التكبير، وهو أن تقول حين الدخول في الصلاة: - الله أكبر، لأن التكبير هو تحريم الصلاة كما قال ~ وآله «تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم»، وعلى المصلي أن يراعي أثناء التكبير:

  تفخيم لفظ الجلالة (اللهُ) مع الضم للهاء بضمة صغيرة، لا تصل إلى الواو.

  وإظهار الهمزة في (أكبر) لأنها همزة قطع.

  والوقف على الراء في أكبر بالسكون أو الضم هكذا (اللهُ أكبرْ - أو اللهُ أكبرُ)، والسكون هو الأولى، لقوله ÷ «التكبير جزم».

  الثاني: - القرآة التامة، أن يقرأ الفاتحة وسورةً معها، لأن النبي ÷ يقول «لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب وقرآن معها»، وفي حديث آخر «كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج».