28 - خطبة أخرى حول استغلال شهر رمضان
الخطبة الثانية في فضل الصدقة
  
  الحمد لله المنعم المحسن المجمل المفضل ذي الجلال والإكرام، ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة، وقاضي كل حاجة.
  وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن.
  وأشهد أن محمداً عبده المصطفى، ورسوله المرتضى، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الأخيار المتقين.
  أما بعد: أيها المؤمنون: روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام قال: إن رسول الله ÷ خطبنا ذات يوم فقال «أيها الناس إنه أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، وشهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضوا عما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس كما يتحنن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنها أفضل الساعات، ينظر الله ø فيها