روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

34 - حول غزوة بدر الكبرى وفتح مكة

صفحة 298 - الجزء 1

٣٤ - حول غزوة بدر الكبرى وفتح مكة

الخطبة الأولى

  

  الحمد لله الذي لا يهتك حجابُه، ولا يغلق بابُه، ولا يرد سائله، ولا يخيب آمله، الحمد لله الذي يؤمن الخائفين، وينجي الصالحين، ويرفع المستضعفين، ويضع المستكبرين، يُهلك ملوكاً ويستخلف آخرين، والحمد لله قاصم الجبارين، مبير الظالمين، مدرك الهاربين، نكال الظالمين، صريخ المستصرخين، موضع حاجات الطالبين، معتمد المؤمنين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانُها، وترجف الأرض وعمارُها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا إن هدانا الله، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

  وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لًا شَرِيْكَ لَهُ شَهَادَةً أَوْجَبَتْهَا شَوَاهِدُ بَقَائِهِ وَقِدَمِهِ، وَكَلِمَةً حَبَّبَهَا إِلَيْنَا عَوَائِدُ آلائِهِ وَنِعَمِهِ.

  وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً ÷ عَبْدُهُ ورسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالحَقِّ، وأَنْطَقَهُ بِالصِّدْقِ، بَشِيرَاً لِلْمُتَّقِينَ، وَنَذِيرَاً لِلْمُعْتَدِينَ، فَشَرَعَ الدِّينَ، وَهَدَى الضَّالِّينَ، فَصَلَّى اللهُ علَيهِ وعلَى أهلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ.

  أما بعد أيها المؤمنون:

  كما أن رمضان شهر الصلاة والصيام والعبادة فهو شهر الجهاد والإستشهاد، شهر الدفاع عن حوزة الدين، فقد وقعت في شهر رمضان غزوات هامة، وأرسل النبي ÷ بعدة سرايا، وحصلت فيه أحداث كبيرة، فمن تلك الغزوات والسرايا:

  الأول: غزوة بدر الكبرى: التي تعد أول غزوة وقع فيها لقاء وقتال بين المسلمين والمشركين، وقد سجل الله تعالى أهم أحداث هذه الغزوة العظيمة في القرآن الكريم،