روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

7 - حول صلاة الجمعة

صفحة 60 - الجزء 2

٧ - حول صلاة الجمعة

الخطبة الأولى

  

  الحمد الله الولي الحميد، الحكيم المجيد، الفعالِ لما يريد، علام الغيوب، وستار العيوب، وخالق الخلق، ومنزل القطر، ومدبر الأمر، رب الأرض والسماء، والآخرة والدنيا، واروث العالمين، وخير الفاتحين، الذي عظم شأنه فلا شيءٌ مثلَه، تواضع كلُّ شيء لعظمته، وذل كل شيء لعزته، واستسلم كل شيء لقدرته، وقرّ كلُّ شيء قرارَه لهيبته، وخضع كل شيء لملكه وربوبيته، الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وأن تقوم الساعة إلا بأمره، وأن يحدث شيء إلا بعلمه، نحمده على ما كان، ونستعينه من أمرنا على ما يكون، ونستغفره، ونستهديه.

  ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ملكُ الملوك، وسيدُ السادات، وجبارُ الأرض والسماوات، القهار الكبير المتعال، ذو الجلال والإكرام، ديان يوم الدين، ربُّنا وربُّ آبائنا الأولين.

  ونشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق، داعياً إلى الحق، وشاهداً على الخلق، فبلغ رسالات ربه كما أمره، لا متعدياً ولا مقصراً، وجاهد في الله أعداءه لا وانياً ولا ناكلاً، ونصح له في عباده صابراً محتسباً، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين.

  أما بعد: أيها المؤمنون:

  فقد كثرت في هذا الزمانِ مظاهرُ التهاونِ والغفلةِ التي غلبت على أبناءِ مجتمعاتِنا، وزادت نماذجُ الإبتعادِ عن الله، التي سيطرت على الكثيرِ من الناس، ومن تلك المظاهرِ والنماذجِ السيئةِ التهاونُ بصلاة الجمعة، وهي من أشد الأمور خطراً وضرراً على المسلم في دينه وإيمانه.