26 - في استقبال شهر رمضان
٢٦ - في استقبال شهر رمضان
الخطبة الأولى
  
  الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ، لِنَكُونَ لإحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلِيَجْزِيَنَا عَلَى ذلِكَ جَزَآءَ الْمُحْسِنِينَ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي حَبَانَا بِدِينِهِ، وَاخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ، وَسَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إحْسَانِهِ، لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إلَى رِضْوَانِهِ، حَمْدَاً يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا، وَيَرْضَى بِهِ عَنَّا، وَالْحَمْدُ لِلّه الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، شَهْرَ الصِّيَامِ، وَشَهْرَ الاِسْلاَم، وَشَهْرَ الطَّهُورِ، وَشَهْرَ التَّمْحِيْصِ، وَشَهْرَ الْقِيَامِ، الَّذِي أُنْزِلَ فِيْهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ، وَبَيِّنَات مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقَانِ.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة يوافق فيها القلب اللسان، والسر الإعلان.
  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ابتعثه الله لتبليغ الرسالة والإيمان، وأيده بالمعجزات والقرآن، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة وكشف الغمة، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الأخيار، الصادقين الأبرار.
  أما بعد: أيها المسلمون:
  فإن الله تعالى اختص هذه الأمة بشهر رمضان، تكرمة لها، ورفعاً من قدرها، وتعظيماً لنبيها محمد ÷، وجعل الله هذا الشهر العظيم عيداً من أعياد الله المباركة على عباده، وموعداً من مواعيد المغفرة، ووقتاً من أوقات إفاضة الرحمة، وربيعاً تنزل فيه البركات والخيرات، فيه تضاعف الحسنات، ويتجاوز عن السيئات، وتقال العثرات، وتمحى الخطيئات، وتقبل التوبات، وتغفر الزلات، وتجاب الدعوات، وترفع الطاعات، وتسهل الطرق إلى الخيرات، فهو لكل خير وفضل وثواب موعد، ومن كل