روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

32 - حول تحريم الغناء وآلات الملاهي

صفحة 265 - الجزء 2

الخطبة الثانية

  

  الحمد لله وكفى ولي الحمد وأهله، حمداً دائماً لا يفنى.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.

  أما بعد: أيها المؤمنون: أضرار الغناء وآلات الملاهي كثيرة: فالعقل يستقبحها، والفطرة تمجها، والطبع والشهامة تنكرها، والمروءة تتنافى معها، فهي تزيل الشهامة والحياء، وتبعث الشهوة، وتجعل محلها الجرأة على الله، والإقدام على معاصيه، وليست من صفات ولا من أخلاق المؤمنين، ولا يستعملها إلا الفساق والأراذل.

  ومن أضرارها: أن المستمع إليها قريب من النفاق بعيد من الإيمان، فعن ابن عباس عن النبي ÷ «إياكم واستماعَ المعازف والغناء فإنهما ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل».

  وعن علي # عن رسول الله ÷ أنه قال: (إياكم والغناء فإنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر).

  وعن أنس عنه ÷ أنه قال: (الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب، والذي نفس محمد بيده إن القرآن والذكر ينبتان الإيمان في القلب كما ينبت الماء العشب).

  فانظر وفكر أخي المؤمن ماذا تريد أن ينبت في قلبك الإيمان أو النفاق؟.

  ومن أضرارها: أن المستمع لها لا تقبل صلاته، لأن الله إنما يتقبل من المؤمنين، وهو قد خرج عن طائفة الإيمان، فعن ابن مسعود أن النبي ÷ سمع رجلاً يتغنى فقال: «لا صلاة له، لا صلاة له، لا صلاة له».