روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

6 - همجية الطغاة وأحداثهم بعد كربلاء

صفحة 53 - الجزء 1

٦ - همجية الطغاة وأحداثهم بعد كربلاء

الخطبة الأولى

  

  الحمد لله الذي أمدنا بالنعم السوابغ، واحتج علينا بالحجج البوالغ، وأكرمنا بالآيات والبينات والبراهين القاطعة، وعرفنا بأهل البيت شموس الدنيا الساطعة، ونجوم الحق الطالعة، حمداً دائماً.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا عديل، ولا خلف لقوله ولا تبديل.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، سيد البشر، وقامع كل من وأشرك وكفر، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الغرر، مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، وأطواد التقى.

  أما بعد: أيها المؤمنون:

  لم يكتف جلاوزة الجيش الغاشم، والعدو المتعدي الظالم، بقتل الإمام الحسين #، سبط النبي ÷، بعد قتل أصحابه وأهل بيته، وبعد قتل النساء والصبيان، بل ارتكبوا أبشع الجرائم، وأشنع الفظائع، فقاموا بأعمال إجرامية، لم يسبق لها في تاريخ البشر مثيل، حيث قاموا بعدة إجراءات تدل على خبث السرائر، وتكشف عن خفايا لم تكن في الحسبان، واستخدموا أنواع التهديد والترهيب والإفزاع والترويع، ونذكر بعض الأعمال الإجرامية:

  الأول: تسابق الطغاة المجرمون، وتسارع اللصوص السلابون، إلى عملية إجرامية عالية المستوى في اللؤم والوقاحة، إلى سلب ما كان على الإمام الحسين من لباس، فمنهم من سلب عمامته، ومنهم من أخذ قميصه، ومن أخذ خاتمه وقطع إصبعه، وقد وصلت بهم الدناءة والحقارة إلى أن منهم من انتزع سراويل الحسين #، ومنهم من نهب نعليه، ولكن الله تعالى عاقبهم جميعاً.