روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

13 - خطبة حول المولد النبوي وواجبنا نحوه

صفحة 117 - الجزء 1

١٣ - خطبة حول المولد النبوي وواجبنا نحوه

الخطبة الأولى

  

  الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وشرفنا بمحمد سيد الأنام، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، فكشف به الغمة، وأنار به الظلمة، ففتح الله به أعيناً عميا، وآذانا صماً، وأفواهاً بكماً، وقلوباً غلفاً، نحمده استتماماً لنعمته، واستسلاماً لعزته، واستعصاماً من معصيته، إنه لا يضل من هداه، ولا يفتقر من كفاه.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نتمسك بها أبداً ما أبقانا، وندخرها لأهاويل ما يلقانا، فإنها عزيمة الإيمان، وفاتحة الإحسان، ومرضاة الرحمن، ومدحرة الشيطان.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أخرجه من أفضل أرومة، وأعز جرثومة، وأطيب خؤولة وعمومة، فهو إمام المتقين، وبصيرة المهتدين، ونجاة المؤمنين، ÷ الطيبين الطاهرين.

  أما بعد: أيها المؤمنون:

  ها هو شهر ربيع قد أظلّ علينا حاملاً في طياته، أعظم الذكريات، وأجل المناسبات، مذكراً لنا ذكرى الهداية والنور، منبهاً على مناسبة تغيرت بها الحياة البشرية، والمعالم الكونية، فهذا الشهر يحمل لنا ذكرى ولادة المنقذ البشر، الذي انتظره العالم طويلاً، ليغير مجرى الحال التي يعيشها الناس، ليطفئ بأنوار هدايته ضلال وشقاء البشرية، الذي تراكم حتى صار ظلمات بعضها فوق بعض، تلك الذكرى هي ولادة رجل عظيم بمولده تغير تاريخ هذه الأرض، التي كانت ممتلئة بأنواع الفجور والمآثم.

  ولد الهدى فالكائنات ضياء ... وفم الزمان تبسم وثناء

  كيف ترقى رقيك الأنبياء ... يا سماء ما طاولتها سماء