روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

17 - حول وفاة النبي ÷

صفحة 156 - الجزء 1

الخطبة الثانية

  

  الحمد لله رب العالمين الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستهدي الله الهدى، ونعوذ بالله من الضلالة والردى، من يهدي الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.

  أما بعد: أيها المؤمنون:

  لا زلنا في لحظات الوداع والفراق للحبيب المصطفى ÷، الذي أخرجنا الله به من ظلمات الجهل والكفر، إلى أنوار العلم والإيمان.

  لقد حصل في مرض رسول الله ÷ أمور عظيمة، وأحداث جسيمة، قد سبق الحديث عن بعضها، ونكمل ما تبقى في هذه الخطبة:

  لقد كان أمير المؤمنين علي # من الملازمين لرسول الله ÷ في مرض وفاته، وكان رأس رسول الله ÷ في حجر علي #، فلما كان بعض أيام مرضه ÷ أقبل على علي # يناجيه ويسر إليه أشياء لم يطلع عليه غيرَه، وطالت مناجاته، فكان علي # يقول: إنه أوصاني وعلمني بما هو كائن بعده.

  وقال له: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي، بلغ عني تأويل القرآن، وأنت وصيي، وخليفتي في أهلي وأمتي، من والاك فقد والاني، ومن عصاك فقد عصاني»، فلما فرغ من وصيته إياه أغمي عليه، ثم أفاق وهو يقول: «بالكأس الأوفى، وفي الرفيق الأعلى» يقولها ثلاثاً.