4 - حول مقتل الحسين
٤ - حول مقتل الحسين
الخطبة الأولى
  
  الحمد لله رب العالمين، الذي أكرمنا بأهل بيت النبوة، وجعلهم الأدلة على الحق والقدوة، ورفع بهم منار الدين وأعلاه، وأشاد بهم بنيان الهدى وقواه، وأزال بهم ظلمات الجهل وعشاوته، ومحى بهم ضلالات الباطل وغشاوته، وقمع بهم أهل الزيغ والكفر والنفاق، وزلزل بهم عروش أهل الكبرياء والشقاق.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا عديل، ولا خلف لقوله ولا تبديل.
  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين المأمون، بلغ الرسالة كما أمره الملك الجليل، وأدى الأمانة بكل ما يمكنه من التبليغ، صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
  أما بعد: أيها المؤمنون: لقد كانت فاجعة الحسين أفظع وأبشع فاجعة في تاريخ البشرية، فلم يسبق لها مثيل، ولن يأتي لها نظير، ابن النبي ÷ وخيار أهل بيته وأصحابه تسيل دماؤهم وتسفك وتهدر، لأجل إرضاء أرباب الخنا والفساد والفسق والخمور، تصطف عشرات الألاف صفوفاً شاهرين لسيوفهم، مشرعين لأرماحهم، مادين لأقواسهم ونبالهم في وجوه طائفة لا يصل عددهم المائة فيهم النساء والصبيان والضعفة والمرضى، بل سجل لنا التاريخ فيها منتهى الوقاحة والغلظة.
  وهنا كلام من خطبة للحسين # تبين بعضاً من أسباب خروجه قال فيه: أيها الناس: إن رسول الله ÷ قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله ÷، يعمل في العباد بالإثم والعدوان، فلم يغير بقول ولا فعل كان حقاً على الله أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتولوا عن طاعة الرحمن،