روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

18 - حول فاطمة الزهراء &

صفحة 166 - الجزء 1

  ونشأت فاطمة # في بيت الوحي وأحضان النبوة، وكان رسول الله ÷ يحبها حباً شديداً، فقد كان رسولُ الله ÷ يُكثر تقبيلَ فاطمة &، فكانت إذا دخلت عليه ينهض إليها ويقبل رأسها ويديها، حتى أنكرت ذلك عائشةُ، وسألت رسول الله ÷ عن سبب هذا الحب البالغ، فقال رسول الله ÷ «يا عائشة لو علمتِ ما أعلمُ لأحْبَبْتِهَا كما أُحِبُّ، فاطمةُ بضعةٌ مني، فمن أغضبها فقد أغضبني، ومن سرَّها فقد سرني».

  وكان النّبي ÷ إذا قَدِم من سَفَر قبَّلَ نحرَ فاطمة &، فسألته عائشة عن ذلك فقال ÷: «منها أشمُّ رائحةَ الجنّة»، وفي رواية «فما قبّلتُها قطّ إلاّ وجدتُ رائحةَ شجرة طوبى منها».

  ولقد كانت الزهراء # تشبه أباها شبهاً كثيراً حتى قالت عائشة: ما رأيت أحداً أشبهَ سمتاً برسول الله ÷ في قيامها وقعودها ومنطقها وحديثها من فاطمة بنت رسول الله ÷.

  وكانت فاطمةُ تحب أباها النبيَّ ÷ حباً شديداً، فعندما توفيت أمها خديجة الكبرى كان عمرها ست سنين فكانت تسعى لملئ الفراغ الذي نشأ عن رحيل والدتها، وتريد أن تهون الوَجْدَ والحزن الذي حزنه والدها محمد ÷، فكانت تشاركه محنته وهي في سنها الصغير عندما يواجه الأذى والمحنة من المشركين، فكانت تضمد جراحه، وتغسل ما يلقيه السفهاء من الأقذار عنه.

  ولقد كان لفاطمة & كثير من الأسماء الكريمة، والألقاب المباركة:

  فكان رسول الله ÷ يسميها أمَّ أبيها لشدة حبه لها، وفرط حنانها وعطفها عليه.

  وكان اسمها فاطمة: وسميت به لأن الله فطمها وذريتها ومحبيها من النار، كما قال النبي ÷.