روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الخامس: الخطب المتعلقة بشهر رجب

صفحة 195 - الجزء 1

  تبغ منهم غير ذلك، والله لئن يهدي الله على يديك رجلاً واحداً خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت، فخرج أمير المؤمنين # إلى مذحج في ثلاثمائة فارس، فلما انتهى إليهم، دعاهم إلى الإسلام فأبوا ورموا أصحابه # بالنبل والحجارة، فصف # أصحابه، وحمل عليهم فقاتلهم قتالاً شديداً، حتى قتل منهم عشرين رجلاً، وانهزموا وتفرقوا، فكف # عن طلبهم، ثم دعاهم بعدها إلى الإسلام مرة أخرى، فأسرع جماعة من رؤسائهم إلى إجابته ومتابعته، وقالوا: نحن على مَن وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا فخذ منها حقّ الله تعالى، فجمع # الغنائم، وجزأها على خمسة أجزاء، ثم أخرج الخمس، وقسم بقية الغنائم بين أصحابه، ثم كتب إلى رسول الله ÷ يعلمه بذلك، فكتب إليه النبي ÷ أن يوافيه الموسم للحج، فرجع أمير المؤمنين # حتى وافى رسولَ الله ÷ بمكة، وأحرم بما أحرم به رسول الله ÷.

  وبعثه النبي ÷ إلى نجران من أرض اليمن ليأخذ الصدقات من المسلمين، ويأخذ الجزية من أهل الذمة من النصارى.

  وفقنا الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وغفر الله لنا ولكم سالف ذنوبنا، فيما خلا من أعمارنا، وعصمنا وإياكم من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص] أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، ولوالدينا ووالديكم، ولكافة إخواننا المؤمنين والمؤمنات، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.