ومما يدل على ذلك قوله ÷ «الرَّوْحُ والفرجُ من هاهنا» وأشار بيده إلى اليمن، والمراد روح الحق، وطمأنينة الهدى، والفرج يكون من جهة اليمن.

  وقوله ÷ «اللهم بارك في يمننا وشامنا» ثلاث مرات، قالوا: وفي نجدنا يا رسول الله، قال: منه يطلع قرن الشيطان، وفي رواية أنه أشار بيده إلى نجد: وقال هاهنا الفتنة، ثلاث مرات.

  فاليمن أرض الحكمة والإيمان، لأنه حلها وسكنها أهل الإيمان والحكمة، وهم أهل البيت النبوي الطاهر، لأن المراد بالحكمة هي العلم، وهم أهل العلم والعمل، ولهذا قال النبي ÷ «اللهم اجعل العلم والحكمة في عقبي وعقب عقبي، وزرعي وزرع زرعي»، وقال ÷ «الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأنا يماني» فهذا يدل على ما ذكرنا من أن المراد بذلك أهل البيت $، ولأهل اليمن مزية نصرتهم، ومحبتهم وتوليهم.

  جعلنا الله وإياكم من السالكين سبيل الهدى، المتجنبين طريق الضلالة والردى، ووفقنا لصالح الطاعة والعمل، وعصمنا من الزيغ والزلل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.