22 - مولد أمير المؤمنين (ع) ودعاء الإستفتاح
  فقلت: وأين داوود، وقد فارقته منذ مدة طويلة وهو مسجون بالعراق.
  قال: وأين أنت من دعاء الإستفتاح، وإنه الدعاء الذي تفتح له أبواب السماء، ويُلقى صاحبُه بالإجابة من ساعته، وليس لصاحبه عند الله إلا الإجابة والجنة.
  قلت: وكيف لي بذلك.
  قال: يا أم داوود، قد دنا الشهر العظيم رجب، وهو شهر مسموع فيه الدعاء، فصومي ثلاثة أيام، ثالث عشر ورابع عشر وخامس عشر، ثم اغتسلي في اليوم الثالث، وصلي صلاة الزوال ثمان ركعات، تحسنين قنوتهن، ثم تصلين الظهر، وبعد الظهر ركعتين، ثم بعد الركعتين ثمان ركعات، ثم تصلي العصر، واستقبلي القبلة:
  واقرأي الحمد مائة مرة، وقل هو الله أحد مائة مرة، واقرأي سورة الأنعام وسورة الكهف ويس والصافات وحم السجدة وحم عسق وحم الدخان وسورة الفتح وتبارك الذي بيده الملك، وإذا السماء انشقت وما بعدها إلى الحمد، فإذا فرغت من ذلك فقولي: فعلمها الدعاء بطوله.
  ثم قال لها: فلو أن السموات والأرض كانتا رتقا، والبحار من دونهما، وكانت ذلك من وراء حاجتك لسهل الله تعالى الوصول لك إلى ذلك، ولو أن الجن والإنس أعداؤك لكفاك الله تعالى مؤنتهم، وذلل لك رقابهم، إن شاء الله تعالى.
  قالت فاطمة بنت عبد الله: فكتبت الدعاء وانصرفت، ودخل شهر رجب، ففعلت كما أمرني، ثم رقدت، فلما كان آخر الليل رأيت في نومي كأن كل من صليت عليه من الملائكة والنبيين والشهداء والصالحين، ومحمد ÷ يقول: يا أم داوود أبشري، فكل من ترين أعوانك وإخوانك، وكلهم يستغفرون لك، ويبشرونك بنجح حاجتك، وأبشري فإن الله ø يحفظ ولدك ويرده عليك.
  قالت: فانتبهت من منامي، فما لبثت إلا مسافة الطريق من العراق إلى المدينة للراكب المجد، حتى قدم علي داوود، فسألته عن حاله، فقال: