الخامس: الخطب المتعلقة بشهر رجب
  قلت: سبحانك يا إلهي خلفت فيها خير أهلها لأهلها علي بن أبي طالب؛ فقال: يا محمد أتشتهي أن ترى علي بن أبي طالب في مقامك هذا؟ قلت: نعم إلهي، قال: فالتفت عن يمينك فالتفت فإذا بعلي يستمع ويرى».
  وعن ابن عمر، قال: سئل النبي ÷ بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ فقال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب؛ فألهمني أن قلت: يا رب خاطبتني أم علي؛ فقال: يا أحمد أنا شيء ليس كالأشياء، لا أقاس بالناس، ولا أوصف بالشبهات، خلقتك من نوري وخلقت علياً من نورك، فاطَّلعت على سرائر قلبك فلم أجد إلى قلبك أحب إليك من علي بن أبي طالب خاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك».
  فهذه الأخبار واضحة في إمامة علي #، ولأمرٍ ما بينه الله لنبيه قبل الهجرة في بدايات الدعوة، إعلاماً أن اعتقاد نبوة محمد ÷ لا يكون اعتقاداً صحيحاً تاماً كاملاً إلا باعتقاد إمامة علي #، ومحبة وولاية أهل البيت الطاهرين، وفي هذا كفاية لمن كان له عقل أو ألقى السمع وهو شهيد.
  وفقنا الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه، وغفر الله لنا ولكم سالف ذنوبنا، فيما خلا من أعمارنا، وعصمنا وإياكم من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
  {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١}[الإسراء]، وأستغفر الله لي ولكم، ولوالدينا ووالديكم، ولكافة إخواننا المؤمنين والمؤمنات، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.