روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

25 - في فضل ليلة النصف من شعبان والعبادة فيها

صفحة 232 - الجزء 1

  أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ١}⁣[الفلق] أربع عشرة مرة، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ١}⁣[الناس] أربع عشرة مرة، وآية الكرسي مرة، و {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٢٨ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ١٢٩}⁣[التوبة].

  وعنه ÷: «من صلى ليلة النصف من شعبان اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}⁣[الإخلاص] عشر مرات، محيت عنه سيئاته، وبُورك له في عمره».

  وفي فضل العبادة في هذه الليلة ما روي أن عيسى بنَ مريم # مرّ على جبل فرأى فيه صخرة بيضاء، فطاف بها عيسى وتعجب منها، فأوحى الله إليه: أتريد أن أُبَيِّنَ لك أعجب مما رأيت، قال: نعم، فانفلقت الصخرة عن رجل بيده عكازةٌ خضراءُ، وعنده شجرةُ عنب، فقال: هذا رزق كل يوم، فقال له عيسى: كم تعبد الله في هذه الحَجَر، فقال منذ أربعمائة سنة، فقال: عيسى يا رب ما أظن أنك خلقت خلقاً أفضل منه.

  فأوحى الله إليه: (من صلى ليلة النصف من شعبان من أمة محمد ÷ ركعتين فهو أفضل من عبادته أربعمائة عام)، فقال عيسى: ليتني من أمة محمد ÷.

  وينبغي في هذه الليلة الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، ومن لم يقدر على هذه الصلاة المروية فعلى الأقل لا يفوته أن يصلي ما كتب الله له، ويحرص على قرآءة سورة الإخلاص ألف مرة، ويحرص على صيام يومها، فقد ورد أن مَنْ أصبح في ذلك اليوم صائماً كان له كصيام سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة).

  ومما ورد من الفضل في صيام بعض أيام شعبان، ما روي في فضل صيام آخر يوم اثنين من شهر شعبان، فعن النبي ÷ «من صام آخر يوم اثنين من شعبان غُفرَ له»، وفقنا الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا معاصيه.