روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

30 - في العشر الأواخر واعتكافها وليلةالقدر

صفحة 267 - الجزء 1

  رمضان، هي الإعتكاف، فقد كان النبي ÷ يهتم بها، فكان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى.

  والإعتكاف فرصة ثمينة للتفرغ في طاعة الله، وتربية النفس، وجهاد الهوى والشهوة، والبعد عن الشواغل والصوارف عن الطاعة، وحبس النفس على عبادة الله، وترويضها وتأديبها وتعليمها كيف تتخلى للعبادة من الصلاة والدعاء والذكر وقرآءة القرآن والإستغفار وقيام الليل وغيرها من القربات، ومما ورد في فضله:

  ما روي عن رسول اللَّه ÷: «من أعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان كان عدل حجّتين وعمرتين».

  وعن علي #: (أن رسول اللَّه ÷ اعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان، وأحيا الليل، وشد المئزر، وبرز من بيته، وكان يغتسل كل ليلة بين العشائين).

  والإعتكاف: هو لزوم المسجد واللبث فيه، طاعة وقربة لله تعالى، ومن أحكامه:

  الأول: لزوم النية، لأنه عبادة، فلا بد من أمر يحصل به التفريق بين اللبث للإعتكاف وغيره.

  الثاني: أن يكون في مسجد، لقوله تعالى {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}⁣[البقرة: ١٨٧]، فلا يصح في غير مسجد، والأفضل أن يكون في مسجد تقام فيه الجمعة، حتى لا يضطر إلى الخروج إليها.

  الثالث: الصوم، فلا يصح الإعتكاف إلا بصوم.

  الرابع: يبطله مبطلات الصوم، والجماع، والخروج من المسجد لغير حاجة.

  الخامس: يجوز الخروج لقضاء الحاجة، وتشييع الجنازة، وزيارة المريض، وغيرها من الطاعات التي تكون خارج المسجد، ولا يقعد إن كفى القيام، ويبادر الرجوع إلى المسجد، ولا يكون الخروج في أول النهار أو آخره، أو أول الليل أو آخره، بل في