روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

4 - حول مقتل الحسين

صفحة 39 - الجزء 1

  وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله، وإني أحق بهذا الأمر لقرابتي من رسول الله ÷، وقد أتتني كتبكم، وقدمت علي رسلكم ببيعتكم: أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني، فإن وفيتم لي ببيعتكم فقد أصبتم حظكم ورشدكم، وأنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله، نفسي مع أنفسكم، وأهلي وولدي مع أهاليكم وأولادكم، ولكم بي أسوة، وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدي وخلعتم بيعتي فلعمري ما هي منكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم، والمغرور من اغتر بكم، فحظكم أخطأتم، ونصيبكم ضيعتم، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، وسيغني الله عنكم، والسلام، ومن هنا نستطيع معرفة أسباب خروج الحسين #.

  ومما يبين هدفه الأسمى في الخروج قوله # فيما كتبه من وصيته إلى أخيه محمد بن الحنفية: (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وانما خرجت أطلب الاصلاح في امة جدي محمّد ÷، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا صبرت حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق ويحكم بيني وبينهم وهو خير الحاكمين.

  جعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص]، بارك الله العظيم لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعنا بما فيه من المواعظ والذكر الحكيم، إنه تعالى كريمٌ جوادٌ برٌّ رؤوفٌ رحيم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدينا ووالديكم ولكافة إخواننا المؤمنين والمؤمنات، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.