11 - حول الكبر
  وقد ذم الله تعالى المتكبرين في القرآن الكريم في آيات كثيرة، وعلى لسان النبي الأمين ÷ في أحاديث متعددة:
  فقال تعالى {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ٣٥}[غافر]، وقال تعالى {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ}[غافر: ٥٦]، وقال تعالى {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ١٨}[لقمان]، وقال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ٣٦}[النساء].
  وعن النبي ÷ «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، فقال رجل: يا رسول الله: إني أحب أن يكون ثوبي غسيلاً، ورأسي دهيناً، وشراك نعلي جديداً، أذلك من الكبر يا رسول الله؟ فقال ÷ «ذلك من الجمال، إن الله جميل يحب الجمال الكبر: بطر الحق وغمط الناس»، وعنه ÷ «أول ثلاثة يدخلون النار: أمير مسلط، وغني لا يؤدي الزكاة، وفقير فخور»، وعنه ÷ «ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر»، العتل: هو الغليظ الجافي، والجواظ: هو الذي يمنع النصفة من نفسه، والمستكبر: معروف، فهذه صفة أهل النار.
  وعنه ÷ «بينما رجل يمشي في حُلة تعجبه نفسه، مرجل رأسه، يختال في مشيته إذ خسف الله به، فهو يتجلجل - أي يغوص وينزل - في الأرض إلى يوم القيامة».
  ومن هوان المتكبرين على الله، أنه يجعل لهم يوم القيامة حالة من الذل والهوان يعرفون بها بين أهل المحشر، كما روي عن النبي ÷ أنه قال «يُحشرُ المتكبرونَ على أمثالِ الذّرّ (أي صغار النمل) في صُورِ الرجالِ يغْشاهمُ الذّلُ من كلِ مكان، يساقونَ إلى سَجنٍ في جهنمَ يُقالُ له بُولَسٌ، تعلوهم نار الأنيار يُسقونَ مِنْ عُصارَةِ أهلِ النارِ، طينةُ الخبال».