روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

المقدمة

صفحة 8 - الجزء 1

  اضطرتني لترك الخطابة في ذلك الجامع بالكلية، بسبب مضايقات واعتراضات وعداءات ومنافسات من قِبَلِ عدة جهات، إما من حاسد، أو معاند، أو حاقد، وكان آخر خطبة خطبتها بعد وفاة مولانا الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي صلوات ربي وسلامه عليه، في ١٠ من رمضان عام ١٤٢٨ هـ، الذي كانت أكثر العداوات تنصَبُّ إليّ بسبب الإنتماء إليه، والإعتزاء في الجمعة إليه، بل والتصريح بذكر اسمه في الخطبة.

  ثم هيأ اللهُ تعالى بالإنتقال من ذلك الجامع، وقمنا بمعونة الله تعالى ببناء جامع المجد بالحسينية بالحمزات، الذي أصبح هو المسجد الجامع، وأسسه المولى العلامة الحجة محمد بن عبد العظيم الحوثي، ووافق وبارك خطة بناءه المولى العلامة المجتهد عبد الرحمن بن حسين شايم المؤيدي، والمولى العلامة شرف الإسلام الحسين ين يحيى الحوثي رحمهما الله تعالى، والسيد العلامة قاسم بن صلاح عامر حفظه الله، وغيرهم من العلماء الأعلام، ثم أصبح بحمد الله ومَنِّهِ مجمعاً لأتباع العلماء، والمنتهجين نهج المولى الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي، وقمت بالخطابة فيه برهة من الزمان، ولا زلت أعتاد الخطابة فيه في بعض الأحيان، ويقوم كوكبة من الطلبة المخلصين في الأوقات الأخرى.

  فجمعت من تلك الخطب السابقة ما تيسر جمعه، وتمكنت منه، وسيتم إلحاق البقية إن شاء الله تعالى.

  علماً أن الكتب في الخطب قد تعددت، وأساليب الخطباء فيها قد تنوعت، ولكل خطيب أسلوبه وطريقته، ولكن يمتاز هذا المجموع المبارك بأنه منسق على حسب الأحداث والمناسبات والذكريات الهامة الحاصلة في كل شهر من شهور السنة، مع وضع الخطب الوعظية المناسبة واللائقة بتلك الأشهر، كشهر المحرم وربيع الأول ورجب ورمضان والحجة، على اختلاف العبادات، وتنوع الطاعات فيها، لكل شهر بما يصلح له، ويحسن أن يكون فيه، ويهتم به.