22 - في فضل الدعاء
  وعلى الإنسان أن يغتنم الحالات التي إذا كان عليها فإن الله يستجيب دعاءه، كأن يكون حاجاً، أو مريضاً أو مسافراً، أو مظلوماً، كما روي عن ابن عباسٍ عن النبي ÷، قال: «خمس دعواتٍ مستجاباتٌ: دعوة المظلوم حتى ينتصر، ودعوة الحاج حتى يصدر، ودعوة المجاهد حتى يقفل، ودعوة المريض حتى يبرأ، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب، وأسرع هذه الدعوات إجابةً دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب».
  ومن الأوقات الفاضلة الشريفة التي يستجاب فيها الدعاء شهر رجب فإنه مسموع فيه الدعاء، وشهر شعبان، وأيام العشر من الحجة، ويوم عرفة وغيرها.
  فأما شهر رمضان فهو وقت عظيم، لا بد من الحرص على أوقاته، وعدم تضييع ساعاته، والاهتمام بليله ونهاره، فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام قال: إن رسول الله ÷ خطبنا ذات يوم - ثم ذكر حديثاً طويلاً في فضل رمضان - ثم فقال في أثنائه: «ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم»، ثم قال في آخره: «وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنها أفضل الساعات، ينظر الله ø فيها بالرحمة إلى عباده يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه».
  فعلينا أيها المؤمنون أن نغتنم فرصة الأوقات الفاضلة الشريفة للدعاء، فإن الله تعالى لا يخيب من دعاه، ولا يقطع رجاء من رجاه، وفقنا الله وإياكم لصالح العمل، وعصمنا من الزيغ والزلل، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.