23 - في الدعاء وأهميته
  الدعاء هو طريق الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وهو سببٌ رئيسي للسعادة في الدنيا والآخرة، بل هو الطريق لانشراح الصدر وسلامته، وطهارته ونزاهته عن الشوائب.
  الدعاء طريق الأنبياء والمرسلين والصالحين، قال تعالى حاكياً عن أنبيائه {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ٩٠}[الأنبياء]، وقال عن الصالحين من عباده {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ١٧ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ١٨}[الذاريات].
  ويقول الله تعالى آمراً وحاثاً على الدعاء: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ٥٥ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ٥٦}[الأعراف]، الدعاء حبل ممدود بين السماء والأرض يعرفه المؤمنون الخاشعون حق المعرفة، هو الربح للمخلصين بلا ثمن، وهو المغنم للقانتين بلا عناء ولا تعب.
  الدعاء هو السلاح الفتاك وهو السهام المسمومة التي يطلقها الأولياء والصالحون، والمستضعفون والمظلومون، فتصيب مقاتل الظالمين، وتجرح صدورهم، كما روي عن النبي ÷ أنه قال «ألا أدلكم على سلاحٍ ينجيكم من أعدائكم، ويُدِرُّ أرزاقَكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال «تدعون ربكم بالليل والنهار، فإن سلاح المؤمن الدعاء».
  إنَّ دعاءَ اللهِ تعالى وسؤالَه والتضرُّعَ والشكوى إليه من أنفعِ الأدويةِ، فالدُّعاءُ عدوُّ البلاءِ، يُدافعُه ويمنعُ نزولَه، فلا يهمك مع الدعاءِ والتضرعِ أحدٌ، كما روي عن النبي ÷ أنه قال «لا يردُّ القضاءَ إلا الدعاءُ»، وعن أمير المؤمنين علي # (ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء، ما المبتلى الذي استَدَرَّ به البلاء بأحوج إلى الدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء.
  الدعاء هو الباب الأعظم لتحقيق حاجات العباد، ونيل المطالب من كل خير ورشاد، ودفع المكروه والشر والفساد، لأنّ حاجاتِ الخلق ومطالبَهم لا تنتهي عند حدّ، ولا تنحصر في عدّ، ولا يحيط بها إلا الخالق القدير الصمد، ولا يقدر على إجابة السائلين