27 - الأخوة في الله
  ليثن كل واحدٍ منكما على صاحبه، فيقول: كل واحدٍ منهما لصاحبه، نعم الأخ ونعم الصاحب، ونعم الخليل.
  ثُمَّ يموت أحد الكافرين فيبشر بالنار فيقول: الله إن خليلي كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير وينبئني أني غير ملاقيك، اللهم فلا تهده بعدي حتَّى تريه كما أريتني وتسخط عليه كما سخط عليّ، ثُمَّ يموت الآخر فيجمع بين أرواحهما ثُمَّ يقول: لئن كل واحدٍ منكما على صاحبه، فيقول: كل واحد منهما لصاحبه بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس الخليل، ثُمَّ قرأ: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ٦٧}[الزخرف].
  أيها المؤمنون:
  قد أصبحنا في زمان قلّ فيها الأخوة المؤمنون الصادقون، بل كادوا أن يعدموا، وكثر فيه المتفيهقون والمفترون والمدعون، بل كادوا أن يعموا، كما روي عن علي #، قال: (يكاد الناس أن ينقصوا حتى لا يكون شيء أحب إلى امرء مسلم من أخ مؤمن، أو درهم حلال، وأنى له به).
  فإن من لم يكن من الأخوة المؤمنين فهو من المعادين، ومن كان من أعداء المؤمنين فهو من الفاسقين أو المنافقين، وما أكثرهم في هذه الأزمنة والدهور، يسعون لبث الفرقة بين المؤمنين، ويجعلون الفرقة من الدين، بل يحثون عليها الناس ويدعونهم إليها، فهل هذا من الدين، أم من صفات المعادين للدين، فلنكن على حذر من دعاة الفرقة، وأهل الفتنة، بت الله أواصرهم، وقطع دابرهم، وألحق أولهم بآخرهم، وفضحهم وهتك أستارهم، وأخرج أخبارهم، وأظهر أسرارهم.
  ولنفتح صفحة مع الله جديدة، ولنكن من أهل القلوب السليمة، ولنبحث عن الأصدقاء والأخوة المؤمنين، الذين يعينون على الطاعة والإستمرار عليها، فإن إخوان الصفاء والوفاء معدومون في هذا الزمان الشديد.