روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

28 - حول العلاقات الأخوية

صفحة 232 - الجزء 2

  ويعود مرضته، ويشهد ميتته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويكافئ صلته، ويشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته، ويقضي حاجته، ويشفع مسألته، ويشمت عطسته، ويرشد ضالته، ويرد سلامه، ويبر إنعامه، ويصدق أقسامه، يواليه ولا يعاديه، وينصره ظالماً أو مظلوماً، أما نصرته ظالماً فيرده عن ظلمه، وأما نصرته له مظلوماً فيعينه على أخذ حقه، ولا يسلمه، ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، ويكره له من الشر ما يكره لنفسه، ثم قال: سمعت رسول اللّه ÷ يقول: إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئاً فيطالبه به يوم القيامة فيقضي له عليه».

  وقد جعل الإسلامُ التواصلَ والتزاورَ من أسباب ربطِ العلاقاتِ الأخويةِ وتقويتِها، كما روى الإمام الهادي إلى الحق # قال: بلغنا عن سلمانَ الفارسي رحمة الله عليه أنه قال: خرجتُ مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زائراً لأُنَاسِيَّةٍ من أهل اليمن كانوا بايعوا رسولَ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الإسلام، فدخل عليهم، فجعل يصافحُهم واحداً واحداً، فلما خرجنا قال: «يا سلمان، ألا أُبَشِّرُك»، قلت: بلى يا رسول الله، فقال: «ما من مسلمٍ يخرجُ من بيته زائراً لإخوةٍ له من المسلمين إلا خاض في رحمة الله، وشَيَّعَه سبعونَ ألف ملكٍ، حتى إذا التقوا وتصافحوا كانوا كاليدين التي تغسلُ إحداهما الأخرى، وغُفِرَ لهم ما سَلَفَ، وأُعطُوا ما سَأَلُوا».

  غفر الله لنا ولكم سالف ذنوبنا، فيما خلا من أعمارنا، وعصمنا وإياكم من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا، إن أحسن الحديث وأبلغ المواعظ، وأنفع الذكر كتاب الله جل وعز، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو الفتاح العليم، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص]، وأستغفر الله لي ولكم، ولوالدينا ووالديكم، ولكافة إخواننا المؤمنين والمؤمنات، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.