الأول: الخطب المتعلقة بشهر محرم
  لمنتجاتهم مقابلَ مزيدٍ من الإهانات، ومزيدٍ من الإذلالات، ومزيدٍ من الصفعات! لمن؟ كلها للمسلمين.
  إن ما أخذ بالقوة لا يمكنُ أن يُستعادَ إلا بالقوة، أما التباكي والتشاكي إلى أعدائنا، أو الإلتجاء إليهم في قضايانا فهو حيلةُ البائسِ الضعيف، وليس طريقاً إلى إيجاد أي حلّ، لأن في ذلك إيجاد شرعية لهم، وقداسةِ فيما يصدرونه من قرارات.
  إن الطريقَ إلى القدس، واستعادةِ الأقصى الشريف، وإعادة مسرى رسول الله ÷ إلى حياض الإيمان، لا يكونُ بعقدِ مزيدِ من المؤتمرات العاجلة ولا الآجلة، ولا بعباراتِ الشجب والاستنكار، ولا بإرسال الوفودِ إلى العواصم الكبرى، لكسب عطفهم وتأييدهمِ، إن الطريقَ إلى القدس لا يكونُ إلا بالعودةِ الجادةِ إلى الإسلامِ، عقيدةً وشريعة ومنهجَ حياة، الطريقُ إلى القدس حين تعادُ إلى القرآن هيبتُه ومكانتُه، الطريق إلى القدس حين يعاد رفع رايات الجهاد في سبيل الله تعالى.
  إن المسلمين ينتظرون الفرج والنصر {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ}[الإسراء: ٥١]، ولا يقدمون الأسباب لذلك، إن الذي يقاتل لا يسأل متى هو؟ ولكن يقول: {عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ٥١}[الإسراء].
  لقد أخبرنا نبينا ÷ بأن المعركة مستمرة مع اليهود، فقال ÷ «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الغرقد فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».
  فما علينا إلا أن نهيء أنفسنا، ونعد العدة للقاء عدونا، ونترك إثارة الخلافات والنزعات التي غرسها اليهود فيما بيننا، ونتوجه مجتمعين معتصمين واثقين بالله ربنا، متقيدين بتعاليم ديننا، مطبقين لقرآننا، متأسين بنبينا، ومقتدين ومنقادين لأهل بيت نبينا ÷.