12 - دخول الإمام الهادي # إلى اليمن
  نستشعر في شهرِ صفرِ الظفر نعمة من نعم الله تعالى التي أنعم بها على بلد الحكمة والإيمان، ونتذكر مِنَّةً مِن الله تعالى امتن بها على أهل اليمن، وهي من أعظم النعم ولله الحمد.
  تلك النعمة العظمى، والمنة الكبرى، هي وصول الإمام الأعظم، الهادي إلى الحق القويم، يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم # إلى أرض اليمن، الذي بدخوله إلى اليمن دخل الأمن والأمان، وعمَّ الخير والإحسان، وتمت البركة والفضل، وكمل الهدى والبيان.
  فلقد كانت اليمن تعيش قبل دخول الإمام الهادي # حالة من الفوضى العارمة، والمحن المتلاطمة، والفتن المتزاحمة، والحروب الدائمة، والناس في خوف شديد، وذعر هائل، وهلع متواصل، يظلمُ قويُّهم ضعيفَهم، ويأخذ كبيرُهم حقَّ صغيرهم، والقبائل متناحرة، والقلوب متنافرة، والأرض مجدبة.
  وكان الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #، مقيماً بالرس خارج المدينة المنورة، في بلد جده الإمام القاسم بن إبراهيم #، التي بها ولد وبها نشأ وترعرع.
  الإمام الهادي # الذي بشر به النبي ÷ في روايات كثيرة، صحيحة شهيرة:
  منها: ما روي عن النبي ÷ أنه قال: «يخرج في هذا النهج - وأشار بيده إلى اليمن - رجلٌ من ولدي اسمه يحيى الهادي، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحيي الله به الحق ويميت به الباطل».
  وبشر به أمير المؤمنين علي # فيما روي عنه من قوله #: (فيخرج رجلٌ من عترتي اسمه اسم نبي، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً؛ يميز بين الحق والباطل، ويؤلف الله قلوب المؤمنين على يديه).