12 - دخول الإمام الهادي # إلى اليمن
  فلقد كان كثيرَ الحزن والأسى على هذه الأمة التي ضلت الطريق، وتنكبت الحق، واتبعت الباطل، فكان يقسم بالله تعالى ويقول: واللهِ لوددت أن الله أصلح الإسلام بي، وأن يدي ملصقة بالثريا ثم أهوي إلى الأرض فلا أصل إلا قطعاً.
  وكان يحلف ويقول: لوددت أن الله أصلح بي أمر هذه الأمة، وأني جعت يومين وشبعت يوماً.
  كانت طاعةُ اللهِ ورسولِهِ هي الهدفَ الذي يسعى لتحقيقه، ولهذا فإنه # عندما بايعه أهل اليمن على السمع والطاعة شرط لهم على نفسه أن يطيع الله ورسوله، وجعلهم في حلٍّ من بيعته إن هو خالف ذلك كما قال #:
  أيها الناس: إني أشترط لكم أربعاً على نفسي:
  الحكمَ بكتاب الله وسنةِ نبيه ÷، والأثرةَ لكم على نفسي فيما جعله الله بيني وبينكم، أوثرُكُم فلا أتفضل عليكم، وأقدِّمَكم عند العطاء قبلي، وأتقدمَ أمامكم عند لقاء عدوي وعدوكم بنفسي.
  وأشترط لنفسي عليكم: النصيحةَ لله سبحانه ولي في السر والعلانية، والطاعةَ لأمري في كل حالاتكم ما أطعتُ الله، فإن خالفت طاعة الله فلا طاعة لي عليكم، وإن ملتُ أو عدلتُ عن كتاب الله وسنة رسوله فلا حجة لي عليكم.
  فهذه هي دعوته وطريقته #، التي يريد تطبيقها، فقد أخذ المصحف يوماً وقال للناس:
  أيها الناس بيني وبينكم هذا آيةً آيةً، فإن خالفت ما فيه بحرف فلا طاعة لي عليكم، بل عليكم أن تقاتلوني أنا.
  الإمام الهادي # سيرته نقية عطرة، مليئة بالدروس والعبر، فقد كان # مثالاً للعدل والإنصاف، فكان يضرب بعدله المثل، كان ينصف المظلوم،